موجة انتقادات حول العطلة الربيعية وخبير يحذر من نزيف "الزمن الدراسي المهدور"

لا تزال العطل المدرسية المقررة خلال الموسم الدراسي 24-2023 تخلق الجدل بين الفعاليات التربوية، بعدما شهدت السنة الحالية 'حراكا تعليميا' ساهم بشكل كبير ومباشر في تزايد وتيرة ظاهرة 'هدر الزمني الدراسي'، في الوقت الذي يعاني فيه تلاميذ المدارس العمومية من تضييع وإهدار فرص التعلم.

وبعد أسبوع فقط من تخصيص الحكومة المغربية عطلة استثنائية بمناسبة عيد الفطر المبارك، دخل قطاع التعليم العمومي والخصوصي في أيام العطلة الربيعية التي بدأت اليوم الاثنين 29 أبريل الجاري، الأمر الذي أثار حفيظة الفاعلين التربويين الذين عبروا عن غضبهم من مسلسل العطل الذي طبع السنة الدراسية الحالية.

وعلى هذا الأساس، سبق وأن قدمت كل من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والنقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية التي خاضت مسيرة الحوار القطاعي، مقترحات تتعلق بـ'إلغاء العطل المدرسية' بهدف استفادة تلاميذ المؤسسات العمومية من الفترة الدراسية المتبقية، غير أنه بعد التوافق الذي حصل بين الأطراف المعنية تم التراجع عن هذه المقترحات، وهذا ما أظهرته التجربة الحالية.

تعليقا على هذا الموضوع، قال بوشعيب الباز، الخبير التربوي، إن 'الحراك التعليمي الذي حدث منذ بداية السنة الدراسية له وجهين حسب المستويات، الأول يتعلق بما هو تنظيمي حيث قد يلعب دورا مهما داخل المجتمع المغربي، رغم أنها هي حركية غير مقبولة من طرف المعنيين بالأمر، لأن إكثار من العطل وتقليص من ساعات التعلم له تأثيرات سلبية على تلاميذ المدارس العمومية'.

وأضاف الباز، في تصريح لـ'الأيام 24″، أنه 'يمكن اعتبار أن التوقف عن الدراسة وارتفاع نسب العطل فهي خطوة للوراء من أجل القفز خطوتين إلى الأمام، وأن أكبر الخاسرين هم أصحاب الامتحانات السنوية السادس ابتدائي والتاسعة إعدادي إضافة إلى الأولى والثانية بكالوريا'.

وتابع المتحدث عينه أن 'الأساتذة سيعانون مع التلاميذ نظرا لغياب ساعات التعلم وارتفاع وتيرة الزمني الدراسي المهدور الذي شهده الموسم 24-2023″، مشيرا إلى أن 'التلاميذ ذو القدرات المحدودة سيجدون صعوبات خاصة في الدروس التي لم يتم التطرق إليها خلال هذه السنة، غير أن التلاميذ الذين يتلقون الدعم الدراسي والتقويم التربوي سيستدركون ساعات التعلم'.

وأردف أيضا أن 'هدر الزمن الدراسي قد يؤدي إلى الانحراف والجنوح لبعض القاصرين، وهذا أمر خطير يهدد المجتمع وأيضا المدرسة العمومية'، مؤكدا أن 'الاضرابات التي عرفتها المدارس العمومية لها تأثير سلبي على التلاميذ في المواسم المقبلة'.

وأشار الخبير التربوي إلى أن 'الجانب التعليمي طغت عليه العطل المدرسية خاصة خلال هذه السنة، لذلك يجب تكثيف الجهود من أجل استدراك الزمن الدراسي وإعطاء التلميذ المغربي كل المقومات التي يحتاجها طوال مسيرته الدراسية'.